أبوفيصل
عدد الرسائل : 183 تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: من أجل مقطع... بلوتوث! السبت يوليو 12, 2008 1:58 pm | |
| | | تركي الدخيل |
من أجل مقطع... بلوتوث! |
أجزم بأننا مجتمع لم تستقر الكثير من مفاهيمه، فمعظمنا "طافح" بالجديد، لمجرد الانسياق وراء الظاهرة، دون تمعن أو تأمل، أو مراعاة لحقوق الآخرين. معظم مقاطع البلوتوث المصورة، تنتهك حقوق الآخرين، فتصورهم دون الحصول على حق منهم، والأسوأ أن يستغل المصور نفوذه فيصور القاصرين، دون رأيهم، لأنهم لا يميزون أصلاً.
قبل أيام تلقيت رسالة عبر بريدي الإليكتروني لمقطع مصور. المُصوِّر فيه معلم. عندما تغشاك كلمة معلم، فكل معاني الإجلال تنتابك... لكن ثمة معلمين لا يخافون الله، أو لا يراعون حقوق تلاميذهم.
المهم أن صاحبنا، المعلم، بدأ في تصوير التلاميذ الصغار، فصوّر بداية بعض الطلاب من عرب الشمال، مستمتعاً بسحناتهم الفاتحة، وبلهجتهم التي تنتمي لمجتمعهم، وساءلهم بداية بأولهم أيهم، فلوى حنكه وهو يحاول أن يحاكي لهجته: شو بتحب أكلِه؟! فرد أيهم: هريسة ببصل. ثم سأل إياد: شو بتحب تاكل يا إياد؟ فرد إياد: معكرونه ببندوره. ثم أجاب ثلاثة من ذات الجنس بإجابة واحدة: فرّوج!(والترجمة تعني دجاج)!
انتقل المعلم، إلى الجهة الأخرى، مسائلاً أبناءنا، وقد بدأ يمد لهجته ساخراً: طاااارق وش تحب يا طاااارق؟! فقال طارق ووجهه يمتلأ ابتساماً: عيش. قال المعلم الرحيم: عساك ما تعيش! ثم انتقل لطالب آخر: مرزوق، وش تحب يا مرزوق؟! فقال أيضاً: عيش. يعني أرزاً. فعلق المعلم الرحيم، على سحنة أبنائنا الداكنة بقوله: وجوه عليها غبرة، قطع يقطع هالوجيه!
أعلم أن المعلم كان يريد السخرية، لكنه مارس عنصرية بغيضة، وكأنه ينتمي إلى عرق آري، وتجري الدماء الزرقاء في عروقه، أو كأنه ولد في السويد، وتربي في النرويج، وعاش حياته في فنلندا!
لستُ عنصرياً، ولا أدعو إلى أن تجتاحنا الشوفينية، فنتباهى بأنفسنا، في سياقات رفضنا للآخرين... معاذ الله. لكن أهل هؤلاء الأطفال ذوي البشرة الفاتحة، لا يمارسون ذات الممارسة من المدرس المتلبس بعقدة النقص التي لديه. هذا نموذج للانصياع لفكرة الحصول على مشهد بلوتوث، من أجل إضحاك البعض، في حين أن هذه الممارسة تحمل في طياتها انتقاص مجتمع بأكمله... وأخشى أن تكون خيانة للأمانة! |
|
| |
|